٢٠١١/٠٣/٠١

على حافة الظل


أعانق فجراً شفيفاً ، كُلما امتد بصري نَحو الجدار ...

أجدني أرى صورهم منقوشة هناك .. تسكن كُل مكان.. كُل شيء يَحمل جزءً مني ومنهم ...

أرى بيوتا ، نجوما ، سماء وكلمات ..يفاجئني صوت أمي من خلف الجدار ...

تتعلق في السمَاء الكلمات وَ تصبح نجومًا، رُبمَا أو لعلها ترتحل إلى بلوتو... هه !
في صمت... تتعلق عينا أمي .. بي والجدار.. كانت نظرتها تحمل الكثير ...

بادرتها الحديث ... ، قلت :"يقال على ظهر ذاك الكوكب الحرارة منخفضة ،

و الأشياء الباردة ظاهريًا دائما تحمل الكثير من الحنان ، هكذا هو الجدار يا أماه" ।
- شئ محتمل ॥! لكن ما نُهش في دَواخِله لَا أظنه سيبرأ !

فالمشكلة هي وجود فجوة كبيرة من الألم ، ربما يصبح من الصعب رتقها إذا تمادت ।

عاودت النظر للجدار مرة أخري .. وفى تلك المرة .. كلام أمي يتردد على مسامعي بقوة ...
لكن ... يرعبني عبور نهر الطريق دون وجود جدار .. بدأت رحلتي الممتدة معه ..
جعلته محورا للارتكاز॥ أدور حوله ॥ وأستند عليه ॥ طالما سرت فى طريقي ...يرفعني الرصيف قليلا عن الأرض ॥

ويحتضنني دفء الجدار .. شيئ في خشونته تطمئنني .. آخذ منه ويأخذ مني ..لم يخني الجدار يوما ...

فإذا أردت أن اعبر الطريق إلى آخر ... يسلمني

الجدار لـ أحد أطرافه الممتدة .. فزين الطريق ...

بيت دفء ، أطفال تتسربل أفواههم ببسمات كالنور ...

انظر ويبدو العابرون على الجدار كشخصيات كارتونية مشوهة في عيني...أسند خدي على كف الجدار ..لأكتفي

يأتيني صوت أمي مرة أخرى من خلف الجدار ...

الحياة هي: أن تحزن/ تبكي.. ولا تَجد إلا الجدار وقد يكون الجدَار سبب ألمك

قد أتَانِي بوجهه الآخر مُبتسمًا وَ السخرية تعلو محياه ..

كان شتاؤه قارسا بين جنبات بيت ..

انطفأت الشمس في قصتي ... بعد أن كانت ... أصبح قَادرًا على مَساس فَرحي وَ انتزاعه ..

يا بُنيتي احذري الجدار ...

تنتابني الحيرة ، ويغرقني الخوف في بحوره العقيمة ..

أنظر إليه " الجدار " بطرف عيني ، أراقب ظلي عليه ..

في خشية

أتمايل بعيداً عنه .. يجذبني نحوه بخيوط لا أستطيع أن أراها ، أجد كل الحكايات كتبت عليه ...

وفجأة .. هبت رياحُ .. مِن ليلٍ مُظلم ...

انهارت كتل الجدار الصلبة حولي .. وعلت علامات الاستفهام ...

حاولت تثبيت صورتي ..لكنه كان يتداعى ..

امتد ظله يحتضنني .. صرخت و... تهاوي الجدار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق