٢٠١١/٠٣/٠١

أحجار رقعة شطرنج


نزع " الآخر " الرقعة من الصندوق وسطحها فوق منضدة اللعب ॥ ، وضع مقعدي
جمع الجنود البيضاء ولملمها في كفه ، ووضعها كساتر في المقدمة
يليهم صف الرتب يتوسطه الملك
وعندما فرغ.. انتصب في جلسته رافعا رأسه ، مسندا ظهره إلى المقعد واستعد للعب
والهدف هو... اسقاطي في براثن السواد ..!!
لم أكن امتلك الاختيار حينذاك ؛ ولم أرغب يوما في اللعب بتلك الصورة ॥ ولكنه أعلن التحدي ॥ مراهنا على فوزه بالقطع البيضاء .. !!
بدأت برص جنود القطع السوداء ، يليهم الملك ووزيره، ومحاربوه من حوله ..كما تقتضي شروط اللعبة
حرك "الآخر " جنديين إلى الأمام ، منح كلاً منهما خطوة واحدة
كان باستطاعته أن يحرك جندياً واحداً خطوتين، ولكن الحصار فن يجيد استخدامه ، لذا استخدم قطعتين يباعد بينهما أربعة جنود
جاء دوري ... وعلى حذر مني بدأت تحريك جنديين متجاورين ، لم أشأ أن أزج بجندي واحد سريعاً في المجهول ، كما أن وجود الجندي جوار أخيه في المعركة يمنحه قوة لا يحصل عليها الفرد وحده... وإن كان أبيض
لمست في" الآخر " حدة ذكاء وفراسة وقدرة متميزة على تصيد الثغرات ..!!
بكل المقاييس.. كان يجيد اللعب.... إلا أن استهتاره بعقليتي ، وتركيزه على حصاري في ظل الهجوم أفادني كثيرا
سايرته و... بالحيلة ، بدأت تحريك قطعي حركات ساذجة تنُم عن جهل بأصول اللعبة ، وأخرى قويه نابعة من تمرس
أربكته بعض الشئ حيث بدأت تنتابه الحيرة في تصنيفي !! لكنه كان بارعاً في إخفاء اضطرابه ، ولذلك سرعان ما استعاد حالته العادية ، حرك وزيره في كل اتجاه كي يسد علي المآرب كلها
حركت حصاني حركة ثائرة جموح .. أغلقت عليه طريق الحركة
ارتبك كثيرا ... وبعد ما أمعن النظر في الرقعة قليلا
فاجأني بهجمة قوية انكسر على إثرها جندي
لم أُعر ذلك اهتماما و ... حركت جندياً آخر خطوة واحدة أطاح بفيله
أفقده الأمر اتزانه.. فلم يتوقع مني أي هجوم وأنا في نشوة انهيار دفاعي
حاول استئناف اللعب .. تحرك "الآخر" سريعا بالتبييت
أنقذ الموقف .. ، منحته بعض التحركات الرابحة ، وعندها اطمأن .. واستشعر قرب الفوز منه
حينها لم يكن ينقصني سوى خطوة للخلف
كي أقوم بضربتي : كش
فأغمضت عينيّ و لم أتحرك .

.

هناك تعليقان (٢):

  1. مبروك المدونة..
    إلى الأمام
    إلى الأمام..
    دقت ساعة العمل.. دقت ساعة العمل

    ردحذف
  2. :D
    الله يبارك فيك يا استاذنا
    فعلا دقت ساعة العمل

    ردحذف